حصاني كان دلاّل المنايا
فخاض غمارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيباً
يداوي رأس من يشكو الصداعا
ملأت الأرض خوفاً من حسامي
وخصمي لم يجد فيها اتساعا
إذا الأبطال فرّت خوف بأسي
ترى الأقطار باعاً أو ذراعا
(عنترة)
حكّم سيوفك
حكّم سيوفك في رقاب العُذّل
وإذا نزلت بدار ذلّ فارحل
وإذا بليت بظالم كن ظالماً
وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل
وإذا الجبان نهاك يوم كريهة
خوفاً عليك من ازدحام الجحفل
فاعص مقالته ولا تحفل بها
واقدم إذا حقّ اللقا في الأوّل
واختر لنفسك منزلاً تعلو به
أو مت كريماً تحت ظلّ القسطل
فالموت لا ينجيك من آفاته
حصن ولو شيّدته بالجندل
موت الفتى في عزة خير له
من أن يبيت أسير طرف أكحل
(عنترة)
وسلي الفوارس
وسلي الفوارس يخبروك بهمّتي
ومواقفي في الحرب حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلة
وأثيرها حتى تدور رحاها
وأكثر فيهم في لهيب شعاعها
وأكون أول واقد بصلاها
وأكون أول ضارب بمهنّد
يفري الجماجم لا يريد سواها
وأكون أول فارس يغشى الوغى
فأقود أول فارس يغشاها
والخيل تعلم والفوارس أنني
شيخ الحروب وكهلها وفتاها
يا عبل كم من فارس خليته
في وسط رابية يعدّ حصاها
يا عبل كم من حرّة خلّيتها
تبكي وتنعي بعلها وأخاها
يا عبل كم من مهرة غادرتها
من بعد صاحبها تجرّ خطاها
وأنا المنية وابن كل منية
وسواد جلدي ثوبها ورداها
(عنترة)
أنا الرجل الضّرْب
أنا الرجل الضّرْبُ الذي تعرفونه،
خشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّد
فآليت لا ينفكّ كشحي بطانة
لعضب رقيق الشفرتين مهنّد
حسام، إذا ما قمت منتصراً به
كفى العود منه البدء ليس بمعضد
أخي ثقة، لا ينثني عن ضريبة
إذا قيل: “مهلاً” قال حاجزه: “قدي”
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني
منيعاً إذا بلّت بقائمه يدي
(طرفة بن العبد)
نطاعن
نطاعن ما تراخى الناس عنّا،
ونضرب بالسيوف إذا غُشينا
بسمر من قنا الخطيّ لُدن
ذوابل أو ببيض يعتلينا
نشقّ بها رؤوس القوم شقّا
ونخليها الرقاب فيختلينا
كأن جماجم الأبطال فيها
وُسُوقٌ بالأماعز يرتمينا
نَحُزّ رؤوسهم في غير برّ
فما يدرون ماذا يتّقونا
كأن سيوفنا فينا وفيهم
مخاريقٌ بأيدي لاعبينا
كأن ثيابنا منا ومنهم
خُضبن بأرجوان أو طُلينا
(عمرو بن كلثوم)
أسياف يقمن
إليكم يا بني بكر إليكم
ألمّا تعلموا منا اليقينا
ألمّا تعلموا منّا ومنكم
كتائب يطّعنّ ويرتمينا
نقود الخيل دامية كلاها
إلى الأعداء لاحقة بطونا
علينا البيض واليلب اليماني
وأسياف يقمن وينحنينا
علينا كل سابغة دلاص
ترى تحت النجاد لها غضونا
(لبيد بن ربيعة)
لقيتهم
لقيتهم بمثلهم فأمسوا
بهم شين من الضّرب الخلاط
فأُبنا والسيوف مفلّلاتٌ
بهنّ لفائف الشّر السباط
بضرب في الجماجم ذي فروج
وطعن مثل تقطاط الرّهاط
(المتنخّل بن عويمر الهذلي)
لدى الحرب
فهلاّ لدى الحرب العوان صبرتم
لوقعتنا والموت صعب المراكب
طررناكم بالبيض حتى لأنتم
أذلّ من السّقبان بين الحلائب
لقيتكم يوم الخنادق حاسراً
كأن يدي بالسّيف مخراق لاعب
ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا
إلى حسب في جذم غسّان ثاقب
يجرّدن بيضاً كل يوم كريهة
ويغمدن حمراَ خاضبات المضارب
(قيس بن الخطيم )